بدأت العشر الأواخر من شهر رمضان ، وبدأ الشهر الكريم يستعد للرحيل بعد أن ظل ضيفاً كريماً علينا ، شهر رمضان ذلك الشهر المبارك وسيد الشهور لأنه الشهر الوحيد الذي ذكر في القرآن الكريم لقوله تعالي :شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان (البقرة 185) وهذه مكانة عظيمة لتفضيل هذا الشهر الكريم دون سائر بقية شهور السنة ومن هنا ينبغي علينا أن نتعامل معه بما يليق بمكانته في القرآن والعقيدة والتاريخ.
وينكب المسلمون في رمضان علي المصاحف ولذلك عرف بشهر القرآن ومن القراء من يختمه عدة مرات في هذا الشهر الكريم ويتوجهون الي المساجد ليعمروها بقراءة القرآن وصلاة التراويح ولذلك ينبغي أن يتخلق الناس بأخلاق القرآن في نهار رمضان ولياليه حتي يدربوا أنفسهم علي هذا الخلق في غير رمضان فيتحقق الهدف التربوي لرمضان كمدرسة لها أثرها في تربية المسلم لأن القرآن هو دستور الامة الاسلامية.. وهو شفاء من كل داء.. ودواء لكل مرض من أمراض المجتمع التي تسبب له الشقاء
ومن هنا تكون حتمية التفافنا حول مائدة القرآن الكريم مائدة رمضان. ومكانته في العقيدة انه شهر الصيام والتقوي والصيام ركن من أركان الاسلام والايمان مثله كمثل بقية العبادات كالصلاة والزكاة والحج وثمرة هذه العبادات جميعا التقوي فيقول تعالي: ياأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون (البقرة 183) ومن هنا ينبغي كي نحقق التقوي أن يكون للصيام أثر علي المجتمع وهذه هي الحكمة الحقيقية للصوم ليس الهدف أن نجوع ونعطش لأن الله في غني عن هذا وليكن منهاجنا في رمضان بالقرآن والصيام والقيام والدعاء والطاعات والصدقات وصلة الأرحام والزكاة والاعتكاف ولا نحتشد حول موائد الطعام والتخمة وعادات الإسراف في الياميش والمكسرات حتي لو خربت البيوت أو المثول أمام التليفزيون مع الرقصات والكليبات والمسلسلات وهذا المولد الرمضاني الذي تقيمه القنوات المحلية والفضائية وليس فيه سوي العري والابتذال والهيافات والاستخفاف بعقول مشاهديها لتفريغ رمضان من مضمونه وقيمته ومكانته. أما مكانته في التاريخ فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وبدأ فيه خطاب السماء للارض وهو حدث كبير في تاريخ البشرية..
شهر رمضان أيضاً وبحسب صحيفة " الأخبار" شهر الانتصارات في كثير من المعارك والفتوحات الاسلامية ففيه كان اول انتصار للمسلمين في بدر (2ه) والنصر علي الاحزاب (5 ه ) وفتح مكة(8 ه) والقادسية (15 ه) وفتح الاندلس (92 ه) وعين جالوت (658 ه) ومعركة العبور العاشر من رمضان (1393 ه) وكلها انتصارات لها دورها وأثرها في حياة الامة الاسلامية وهي من عند الله (عز وجل) وهو القائل: وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم (آل عمران 126)
الجمعة أكتوبر 05, 2007 4:29 am